اختي الأم:
يا من رزقك الله أطفالا صغارا، لا يزالون رهن اشارتك، وهم بيدك كالعجينة تشكلينها كما تشائين، ان الوقت معك، والله تعالى يعينك ويوفقك، فابدئي مع صغارك حفظك الله تعالى وإياهم بالتربية الاسلامية المتدرجة بكل يسر حتى تخرجي أجيالا يعيدون للأمة مجدها التليد على سيرة سلفنا الصالح.
وسوف أذكر لك بعض القواعد الذهبية المختصرة في تربية الأبناء، فهيا بنا نقرأ ونطبق، فما زال العلم يهتف بالعمل فإن اجابه وإلا ارتحل:
-إن أعظم كلمة تقال ويعمل بها هي كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فمن أجلها خلق الخلق وبعثت الرسل، وعلميها لطفلك وطفلتك. علميهم أن يقولوها ويكرروها ويفهموها ويعملوا بها وفق شروطها الشرعية.
-علمي ابنك وابنتك مراقبة الله تعالى في كل أمورهم وأحوالهم خاصة في خلواتهم وجربي معهم أن يحفظوا عبارة ( الله معي، الله ناظر الي، الله شاهد علي ) وترديدها حتى يستشعروا مراقبة الله تعالى لهم، كما نقل ذلك عن بعض السلف.
-حدثي أولادك عن نبيهم صلى الله عليه وسلم واروي لهم بأسلوب جذاب شائق سيرته العطرة، وأخلاقه الفاضلة، وعبادته العظيمة، حتى يتعلقوا به، ويقتدوا به، فهذا طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.
-عودي فلذات كبدك على الأعمال الصالحة تارة بالقدوة، وتارة ببيان فضل تلك الأعمال، وتارة بالمكافأة على العمل، فالصلاة والصيام والعمرة والصدقة وقراءة القرآن وحفظه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها كلها أعمال فاضلة ما أجمل ان يتربى عليها النشء حتى يفوز بالدنيا والآخرة.
- ساعدي طفلك وطفلتك على اختيار أصدقاء صالحين على قدر من التربية الصالحة، وإياك ان تتركيهم لرفقاء السوء حتى وان كانوا صغارا فانهم سيجرونهم شيئا فشيئا الى مالا تحمد عقباه.
استعيني بالله تعالى، واسأليه العون والتسديد، وأكثري من دعاء الله تعالى لهم أن يحفظهم ويوفقهم الى كل أعمال الخير، وسلي الله عزوجل أن يوفقهم في الدنيا والآخرة.