دعنا نبتهج .. لأن البهجة ترمي بنا إلى مراسي السعادة
دعنا نبتهج
كن مرحاً .. كن مبتهجاً .. لتكن ناجحاً
أعترف أن الحديث عن المرح يبدو غريبا في وقت ينتظر قارئ عشرينات أن نتحدث له عن عوامل أخرى للنجاح من مثابرة وإصرار وغيرها، لكن كل هذا سيزول بمجرد ما تعرف أهمية أن تكون مرحا و منطلقا في صناعة نجاحك. فعلماء النفس يقولون أن المرح يخلق مناخاً نفسياً مشحوناً بالسرور والغبطة والإرتياح، ومثل هذا النموذج الصحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة ويسر، بخلاف مناخ الكآبة والحزن أو التشاؤم.
فالإنسان المرح ودود وذكيّ وقوي أيضا، وهو منفتح على الحياة، فهو يرغب بأداء دور أفضل، كما يرغب بأن يسعد الآخرين، فمرحه ينعكــس بالتأكيد على الآخرين و عليه أيضا .. فهو أبدا لا يسمح للحظات حزنه و اكتئابه، وهو أمر لا ينجو منه أحد على أية حال، أن تحول مجلساً يوجد فيه إلى مأتم، بل تجده يفضل الصمت على أن يترك تأثيراً سيئا لدى الآخرين.
ماذا يعني المرح
المرح ليس بالضرورة الابتسامة أو الضحك، فهذه مظاهر قد يلجأ إليها الجميع، مرحين أو غيرهم، إنما المرح هو نظرة متفائلة للحياة و رسم خطة مستقبلية بنفسه ولنفسه ولعمله، ولا تدري كم يساعده انشراحه وتفتحه العقلي على ذلك.
وها هو سيد الخلق يستعيذ من الهم والغم في الحديث الشريف :
"اللهم إني أعوذ بك من العجز والهم والغم.... إلى آخر الحديث"
فالهم والغم مشاعر موقفة لكل نشاط و إبداع . وليس الحديث عن التفاؤل عن ذلك ببعيد، فالمتفائل هو شخص مليء بالرغبة متعطش للنجاح كاره لليأس مليء بالطاقة التي يمنحها إياه التفاؤل و الذي لا نقصد به هنا السذاجة أو التغافل عن الواقع تحت دعوى التفاؤل.
كيف أكون سعيدا؟!
هناك طرق تطبيقية تمكنك من التغلب على الإحباط و دحره يلخصها علماء النفس فيما يلي:
1 ـ إتباع طريقة التنفيس أو التهدئة الذاتية بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء.
2 ـ تفريغ المشاكل بالفضفضة مع صديق أو إنسان مقرب.
3 ـ البكاء إذا أحس الإنسان بالرغبة في ذلك دون مكابرة.
4 ـ الخروج إلى الأماكن العامة المفتوحة.
5 ـ تدريب النفس على استيعاب المشاكل اليومية، باسترجاع التجارب المشابهة التي مرت به وتغلب عليها فيثق في قدرته على تخطي الأزمة.
6 ـ تبسيط الضغوط النفسية، والثقة بأن أي مشكلة لها حل حتى وإن كان في وقت لاحق.
7 ـ ممارسة الهوايات؛ لأنها تنقل الشخص إلى حالة مزاجية أكثر سعادة.
8 ـ أن يترك الإنسان التفكير في مشاكله ويحاول إسعاد الآخرين، فيجد سعادته الغائبة وليس الإحباط.
9 ـ تذكر أن دوام الحال من المحال والثقة بأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة.
10 ـ الاهتمام بالغذاء، والحرص على تناول البروتينات الحيوانية والنباتية وعسل النحل والقرفة، لأن ما تحتويه هذه الأغذية من أحماض أمينية يعتبر مضادات طبيعية للإحباط.
وأخيرا إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت، وإذا وقعت في مصيبة وحلت بك نكبة، وإذا أوصدت الأبواب أمامك فنادي وقل: يا الله".
وعليه، فليس عيب ولا حرام من جعل شعارك اليومي: حي على التفاؤل، حي على المرح.